العملة المصرية فى هذه الأعوام الملكية كانت لها قيمة وذات مكانة رفيعة وقد لاتصل أو ترقى إليها كثير من العملات الأوربية، حتى الجنيه الاسترليني لا يعادل قيمة الجنيه المصرى فى ذات الحين، حيث كان الجنيه الاسترليني يساوي 0.9 جنيه مصري، وكانت هناك عملات تقسم الجنيه إلى فئات كثيرة ، منها القروش والقرش يعادل عشر مليمات، وأنصاف القروش وهو ما يسمى التعريفة وهى تعادل الخمس مليمات، وأيضا المليم، ويقسم المليم إلى عملة اقل تسمى السح توت، كل ما سبق من فئات يعطيك فكرة عن قيمة الجنيه المصرى فى عهد الملكية، وكان من مراسم وتقاليد الملكية حينئذ أن توضع صورة الملك أو سلطان مصر على الجنيه والصورة تتغير من تولى ملك لأخر وفى عهد السلطان حسين وهو اخو الملك فؤاد الأكبر كان ولى العهد ابنه الأمير كمال الدين حسين، فلم يكن يتوقع احد وصول الأمير فؤاد إلى سدة الحكم والسلطنة فى هذا الوقت، ولكن كان خادم الأمير فؤاد الملقب بعم إدريس وهو خادمه الأمين، والمقرب إليه، وهو من اصل سوداني، وكانت السودان من ضمن المملكة المصرية العربية، له نبؤة عكس توقعات الجميع وكان مفادها التالي.
كان عم إدريس رجلا مصليا، كثير الصلاة والتسبيح والدعاء، وقليل الكلام والحديث مع الغير، وعلى غير عادته اقترب من الأمير فؤاد وهمس له رأي حلما لابد أن يقصه عليه، حيث كان الحلم يخص الأمير فؤاد شخصيا، هات ما عندك يا عم إدريس، وبدأ إدريس فى قص الحلم.
قصة عم إدريس وصورته على الجنيه المصرى
كان عم إدريس رجلا مصليا، كثير الصلاة والتسبيح والدعاء، وقليل الكلام والحديث مع الغير، وعلى غير عادته اقترب من الأمير فؤاد وهمس له رأي حلما لابد أن يقصه عليه، حيث كان الحلم يخص الأمير فؤاد شخصيا، هات ما عندك يا عم إدريس، وبدأ إدريس فى قص الحلم.
تفسير حلم عم إدريس للملك فؤاد
“يا سمو الأمير لقد حلمت أنك أصبحت ملك مصر، فابتسم وقال له أنا بعيد كل البعد عن ذلك لأن أخي السلطان حسين ولى عهده هو ابنه الأمير كمال الدين حسين، وأنا لا علاقة لى بحكم مصر”، ولكن إدريس استمر فى قص حلمه على الأمير، مؤكدا أنه رآه يجلس على عرش مصر فى قصر عابدين فأخبره الأمير ضاحكا بأنه إذا حكم مصر سيضع صورته على الجنيه! توالت الأحداث وتنازل الأمير كمال الدين حسين عن عرش مصر وتوفى السلطان، وفجأة وجد الأمير فؤاد نفسه سلطانا لمصر فقابل الأمراء والمندوب السامي البريطاني والحكومة ورجال البلاط السلطاني. ذهب إلى قصر الزعفران فوجد إدريس جالسا يصلى فجلس بجواره حتى أنهى صلاته ثم قال: “له انهض يا إدريس بك، واستغرب إدريس من ذلك فلم يعط الرتب والألقاب غير عظمة السلطان، فكرر الأمير فؤاد عليه وقال له لقد تحقق حلمك وأصبحت سلطان مصر وستكون صورتك على أول جنيه تصدره حكومتي”، ونفذ الملك فؤاد الأول وعده وصدر جنيه إدريس الفلاح فى 8 يوليو 1928.
No comments:
Post a Comment