صغائر الأمور كثرت - Try This If You Want To Lose Weight
Ads Here

Saturday, January 30, 2021

صغائر الأمور كثرت

 قرأت احد التعليقات، في منشور على موقع من مواقع التواصل الاجتماعي، كان فيه كما يقال، المختصر المفيد، وكان قبله احد الشباب بسئل عن حبه لفتاة أجنبية وليست على دين الإسلام ويريد أن يرتبط بها، ولما وجهته، إلى ماهو شرعي، فوجئت بهجوم شديد اللهجة، ليس منه فقط، ولكن من كثيير من الشباب، وسوف اسرد كلم كل التفاصيل،في وقت لاحق، ولكن اليوم سوف انقل لكم هذا التعليق لعله يفيد شبابنا وبناتنا.




أحسب أن أحد الأسباب الرئيسة لهشاشتنا النفسية المعاصرة: تعرضنا لخطاب يمكن أن نصفه بأنّه "طري".

 

على سبيل المثال لا الحصر، لفترة طويلة أتأمل في وزن الحديث عن (العلاقة العاطفية) بين الرجل والمرأة فيما نتعرّض له يوميًا: من أول إعلان معجون الأسنان/مزيل العرق الي بيجذب بيه الرجل الفتاة الجميلة في المواصلات،


إلى كم الأغاني والروايات والأفلام والمسلسلات والصور والبوستات والجروبات والصفحات الي عمالة تهرس في نفس القصص الرومانسية.. حب، غيرة، خيانة، فراق، عذاب، حنين... إلخ.


فلا أستغرب أن يصبح جُل حديث الرجال في مجالس الرجال حول النساء، وجُل حديث النساء في مجالس النساء حول الرجال!


فهذا مُخرَج طبيعي لمُدخلات بهذا الشكل تغزو حواس الإنسان كل يوم!


الواحد وهو بيقرأ القرآن يجد معاني عظيمة وجليلة وخطيرة وضخمة!

حديث عن التوحيد! العبادة! الاستخلاف في الأرض! الجهاد في سبيل الله! الدعوة إلى الله واستنقاذ البشرية من ظُلمات جهلها إلى نور الوحي! مجاهدة النفس! عداوة الشيطان! العلم! تدافع الناس! تاريخ الأمم السابقة وتعاملهم مع رُسل الله عليهم السلام! السعي لإقامة الدين! مجاهدة الباطل وأهله! أمر بمعروف ونهي عن مُنكر! صبر ثم صبر ثم صبر على البلاء الذي سيصيبك ولا بد في رحلتك! الموت! الحشر والحساب! الجنّة والنار!


وآه في وسط كل المعاني العظيمة دي هتلاقي قصة جميلة لزواج سيدنا موسى عليه السلام، قصّة لم تتعدّ 6 آيات بالضبط، ثم انتقل الحديث لتهيئة سيدنا موسى للحديث عن أعظم حدث في حياة سيدنا موسى وهو كلامه مع ربّ العزة سبحانه. كذلك في السُنّة النبوية سنجد هذا الوزن النسبي لموضوع العلاقات العاطفية وغيرها.


أكيد إحنا بشر، ولينا مشاعر، وتلك المشاعر مُقدّرة جدًا ومهمة ولها وزنها في حياتنا كمسلمين.. لكن أن أجد مُسلمًا جُل ما يهمه ويُحفّزه ويُفرحه ويُحزنه في حياته يتمحور حول أنثى دخلت حياته أو خرجت منها؟!! وأن أجد أغلب البوستات التي تحصد أكبر نسبة تفاعل -حتى ولو دينية- تدور في هذا الفلك؟! = ده في نظري يحتاج إلى وقفة.


فإلى صديقي الذي شعر مثلي بأن تلك المساحة قد أخذت أكثر مما ينبغي من عقولنا وقلوبنا، وتسألني عن بديل، أقول لك أن مقاومة الفكر بالفكر، ونفسك إن لم تشغلها بمعالي الأمور شغلتك بسفسافها ولا بُد. 


اقرأ القرآن الكريم وحافظ على وردك منه وتدبر معانيه.. اقرأ في حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته الشريفة، اقرأ في سيرة صحابته الكرام، اقرأ الشعر العربي الفصيح، وتعلم الفقه ثم الفقه، وابحث عن شيخ مربّ يغرس فيك تلك المعاني إن استطعت، ولا تصحب من لا يُنهضك حاله، ولا يدلّك على الله مقاله، وقلّل من مصادر هذا الغزو الثقافي الطري الملزّق ما استطعت الله يسترك.. وأبشر إن شاء الله ")


بقلم/

#أحمد_عبدالمنصف

No comments:

Post a Comment