لقد أحسنت النشر لمن يقوم بالفتوي ويقدم على عمل يبغضه الله والناس بنية فعل الخير، ومثل هؤلاء كثرة الكلام عنهم لا ينقطع، ولقد مر بي هذه القصة التي رواه الأصمعي فهي تعتد من المختصر المفيد، وتعتبر خلاصة القول.
رأى الأصمعي جارية تحمل رماناً فوق رأسها، فغافلها أحد المارة وأخذ منها رمانة خلسة،
ولكن الأصمعي تتبع هذا الرجل الذي سرق الرمانه حتى رأيناه يجلس الى فقير مسكين وأعطاه الرمان المسروقة، فاستوقفته وقلت له: عجبًا لك! سرقتها ظننتك جائعًا! أما أن تسرقها وتتصدق بها على مسكين فهذا أعجب!
فقال الرجل : لا يا هذا، أنا أتاجر مع ربي.
فرد الأصمعي مستنكرًا : تتاجر مع ربك؟! كيف ذلك؟!!!
فقال الرجل: سرقتها فكُتبت عليّ سيئة واحدة، وتصدقت بها فكتبت لي عشر حسنات فبقي لي عند ربي تسع حسنات، فإذًا أنا أتاجر مع ربي.
فقال له الأصمعي رحمه الله : سرقتها فكتبت عليك سيئة، وتصدقت بها، فلن يقبلها الله منك؛ لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا؛ فأنت كمن يغسل الثوب النجس بالبول!
كم في زماننا أمثال هذا الرجل!
يفتي لنفسه أو لغيره دون علم، ويجادل بالباطل وهو يظن أنه على الحق، ويبرر ويدافع؛ ليحلل لنفسه الحرام أو يوهمها أنه على صواب من أمره، ولكنه في حقيقة الأمر اتبع هواه وكان أمره فُرُطا.
عافانا الله وإياكم من اتباع الهوى.
No comments:
Post a Comment